شبكة النساء العراقيات تطلق حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة
شبكة النساء العراقيات تطلق حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة
من 25 تشرين الثاني – 10 كانون الأول 2015
في عام 1999، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ 25 تشرين الثاني يوماً دولياً للقضاء على العنف ضد المرأة، وتلا ذلك اعلان حملة الـ 16 يوماً الدولية للفترة من 25/ 11 – 10/12 من أجل تحشيد الجهود للعمل للحد من كل مظاهر العنف ضد المرأة في سائر أنحاء العالم، بعدما أصبحت ممارسات العنف ضد النساء والفتيات تتخذ أبعاداً خطيرة، وتشكل تهديدا للأمن والسلام العالمي، كما ورد ذلك في نص قرار مجلس الأمن 2242 الصادر في تشرين الأول 2015.
لقد أختير هذا اليوم تخليدا لذكرى الأخوات الثلاث ميرابيل، وهن ناشطات سياسات من جمهورية الدومينيكان، اللاتي تم اعتقالهن واغتصابهن واغتيالهن بأمر من الدكتاتور الدومينيكي رافائيل تروخيلو عام 1961 لنشاطهن ودفاعهن عن حقوق الانسان.
تتميز النشاطات الدولية هذا العام بتحقيق منجز هام بإدراج القضاء على العنف ضد النساء كهدف صريح ضمن أجندة 2030 للتنمية المستدامة، وما يتطلبه ذلك من اجراءات عاجلة. كما أشار أغلب قادة دول العالم في كلماتهم في القمة العالمية في نيويورك في يوم 27 أيلول الماضي إلى ضرورة انهاء العنف ضد النساء والفتيات كأولوية للعمل.
يمثل العنف ضد المرأة انتهاك لحقوق الإنسان للمرأة المبني على نهج اللامساواة والتمييز ضدها. وتتعرض النساء الى مختلف انواع العنف، سواء على صعيد المجتمع أو الأسرة: ( الاعتداءات الجسدية والجنسية، الاغتصاب، التحرش، الحرمان من الحقوق والحريات )، مما يؤدي الى إعاقة جهود التقدم والتنمية في العديد من مجالات الحياة، كالقضاء على الفقر، وتطوير التعليم، وتحسين الخدمات والبيئة الصحية، وتحقيق مساواة النوع الاجتماعي، والوصول للعدالة وبناء مؤسسات شاملة وفعالة للمساءلة على جميع الاصعدة. لذلك فان مسؤولية منعه والتصدي له واجب يقع على عاتق جميع أفراد المجتمع، من خلال العمل على إيجاد بيئة قانونية وثقافية واجتماعية وسياسية تعزز المساواة ونبذ العنف والتمييز ضد النساء.
تعد ظاهرة العنف ضد المرأة أحد أهم التحديات التي تواجه المجتمع العراقي، نتيجة لتدهور الوضع الأمني خلال العقد الأخير. وتصاعد العنف القائم على النوع الاجتماعي إلى حد مخيف بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مناطق واسعة من العراق في التاسع من حزيران 2014، بأيديولوجيته وممارساته الوحشية المنهجية ضد النساء والفتيات كأسلوب من أساليب الإرهاب، متمثلاً في خطف العديد من النساء الإيزيديات والمسيحيات وغيرهن من الأقليات، واجبارهن على التخلي عن دياناتهن ومعتقداتهن واعتناق الاسلام، وممارساته في الاغتصاب والاستعباد الجنسي للنساء والاتجار بهن، وقتل العديد من النساء من بينهن ناشطات وسياسيات وأكاديميات واعلاميات.
كما ان الوضع في العراق ككل يسهم في زيادة معاناة النساء والفتيات بسبب العنف الطائفي الداخلي، وعسكرة الأحزاب السياسية، والتهجير والنزوح، وانعدام التماسك الاجتماعي، حيث تتفشى ممارسات الاعتداءات الجسدية والجنسية، والعنف المنزلي ضد المرأة، والزواج المبكر والقسري، وجرائم ما يسمى بغسل العار، وسلب حقوقها الأساسية في الصحة والتعليم. كما ان العقلية الذكورية السائدة لدى صناع القرار، وبروز الأعراف والعادات القبلية والدينية، وضعف مؤسسات انفاذ القانون والعدالة، وانعدام آليات الحماية، وإفلات مرتكبي الجرائم ضد النساء من العقاب، كل ذلك يعزز من بيئة العنف القائم على النوع الجنساني في مجتمعنا.
وفي هذا العام تشارك شبكة النساء العراقيات الجهود الدولية في منع العنف ضد النساء ضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء من خلال تنظيم عدد من الانشطة، تسلّط الضوء على اثاره التي تنعكس سلباً على تطور المرأة.
أهداف الحملة عراقياً:
تهدف حملة الــ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة لهذا العام نحو توثيق العلاقة بين منظمات المجتمع المدني ومختلف مؤسسات الدولة، من خلال تنفيذ الندوات في عدد من الوزارات والمؤسسات الرسمية، بالتعاون والتنسيق مع عضوات الارتباط في لجنة النهوض بالمرأة ولجنة المرأة والأسرة والطفل في مجلس النواب، بهدف التثقيف وزيادة الوعي بأهمية حقوق المرأة وخطورة تنامي العنف ضدها، والتحشيد لكسب التأييد في المحاور الآتية التي تمثل أولويات الحركة النسوية في هذا العام:
- حملة المدافعة لإصدار مشروع قانون الحماية من العنف الأسري الذي هو قيد المناقشة في مجلس النواب، والتحشيد للاسراع في إقراره، بصيغة تحفظ كرامة المرأة الضحية وضمان حمايتها وصون حقوقها.
- من أجل تنفيذ خطة الطوارئ لقرار 1325 التي تبنتها الحكومة العراقية في أيار الماضي، التي ركزت على ضرورة تلبية احتياجات النازحات الخاصة وحمايتهن وتمكينهن، وإشراك النساء في حل النزاعات والمفاوضات وفي بناء عملية السلام والأمن.
- مقترح تأسيس الآلية الوطنية المعنية بحقوق النساء، بعد إلغاء وزارة الدولة لشؤون المرأة، في سبيل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة والاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة.
من نحن :
– الهوية: شبكة النساء العراقيات
– الشعار: ” معا من اجل الكرامة والمساواة والسلام “
– رؤية الشبكة: إطار نسائي غير حكومي، تجمع ديمقراطي مدني مستقل، وغير تابع لأية جهة سياسية، وبتوجهات إنسانية تنموية، مفتوح على كل التيارات الفكرية التي تؤمن بأن تقدم المرأة هو المقياس الحقيقي لتقدم المجتمع.
– هدف الشبكة: تنسيق جهود المنظمات والتجمعات النسائية غير الحكومية في بناء الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان، والعمل على إلغاء العنف وكل مظاهر التمييز ضد المرأة.