حملات المدافعة والضغط

بيان شبكة النساء العراقيات في اليوم العالمي للمرأة في الثامن اذار

بيان شبكة النساء العراقيات في اليوم العالمي للمرأة في الثامن اذار 




اذ تحتفل الحركة النسوية العالمية باليوم العالمي للمرأة في  الثامن من اذار، حيث يصمت الجميع مصغيا لنشيد الحرية والسلام، وما تحقق من تقدم نحو الوصول الى  المساواة الكاملة في الحقوق، تحتفل العراقيات بهذه المناسبة وهن بين نازحات ومهجرات ومختطفات، وسبايا ضحايا للعنف الجنسي والجسدي والمجتمعي، وتراجع في الحقوق في ظل مشهد تتنامى وتتكاثر فيه المشاريع المكرّسة لاضطهادهن وانتهاك كرامتهن وإنسانيتهن، وممارسات الاقصاء والتهميش للنساء من مواقع صنع القرار، يمكن الاستدلال على ذلك من محتوى قانون الأحزاب رقم (36) لسنة 2015، الذي خلا من ادراج الكوتا لتمثيل النساء عند تأسيس الحزب وفي هياكله القيادية.

يأتي الثامن من آذار هذا العام مع تصاعد القلق، تجاه ما يواجه البلاد من تحديات خطيرة، في ظل ضعف الدولة ومؤسساتها، وتصاعد الصراع المسلح وتعدد أطرافه، مع تفاقم ظاهرة التطرف العنيف والارهاب من خلال سيطرة داعش على مناطق واسعة من العراق، واستشراء الفساد والطائفية المذهبية والسياسية على مستوى مؤسسات الدولة وفي المجتمع، وانعدام الثقة بين أطراف العملية السياسية مع غياب الرؤية الوطنية والمجتمعية لمفهوم المصالحة والتماسك الاجتماعي، مع اتساع الحركة الاحتجاجية بين مختلف شرائح شعبنا.

إن النهوض بواقع النساء العراقيات يستلزم رؤية وطنية في اطار عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل، تؤمن بأهمية استثمار طاقاتهن الإيجابية ومشاركتهن في مواقع صنع القرار وبناء السلام والأمن، ومحاربة الارهاب والتطرف، على أساس المساواة وتكافؤ الفرص ضمن الاطار الدستوري، وتأمين الموارد اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة والخطة الوطنية لتنفيذ القرار 1325 التي صادقت الحكومة العراقية عليهما في 2014.

وفي يوم المرأة العالمي نطرح أدناه، كحركة نسوية، موقفنا ومعالجتنا للوضع الراهن، ومن أجل تعزيز دور النساء في بناء دولة المواطنة المتساوية: 

  1. كأولوية في اصلاح العملية السياسية، يقتضي وضع استراتيجية شاملة لبناء السلام، تعالج جميع الأزمات والنزاعات، قائمة على الحوار السياسي الشامل لإعادة بناء مؤسسات الدولة على قاعدة المواطنة المتساوية، تكون المصالحة الوطنية والتماسك الاجتماعي أحد الأركان الأساسية فيها، من خلال توفير ما يلزم من وسائل للعدالة الانتقالية، لتحقيق الانصاف والعدل والمساواة والأمن، وإعداد بيئة قانونية وقضاء مستقل وفاعل ومؤسسات حيادية لإنفاذ القانون. كما يستلزم فتح باب التعاون والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني لتحقيق الرقابة المجتمعية الواعية في تنفيذ الاصلاح الشامل للعملية السياسية.
  2. وضع خطط وآليات فعالة تتضمن الرصد والموارد الكافية لمعالجة مشاكل النازحين والمهجرين، واستدامة المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية لهم، والعمل على توفير بيئة آمنة قريبة من أماكن اقامتهم لتشجيعهم وتأمين عودتهم لإعادة أعمار مناطقهم المدمرة، وضمان الحفاظ على التنوع الديموغرافي لها، مع توفير المستلزمات المطلوبة لتنفيذ خطة الطوارئ لقرار 1325 التي صادقت عليها الحكومة في أيار 2015.
  3. “حكومة التقنوقراط” هي ليست العصا السحرية لحل الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية المستفحلة، ما لم تترافق مع اجراءات وتدابير حاسمة ضد سياسة المحاصصة والتوازن التي تجذرت في بنية الدولة والتشريعات، وانهاء العسف والتمييز والاقصاء الذي تعرضت له النساء الكفؤات في تشكيلات الحكومات المتعاقبة وفي المفاوضات السياسية.
  4. مراجعة الدستور والقوانين والأنظمة والتعليمات، وتدقيق بنية أجهزة الدولة، لتحديد العنف الهيكلي والاقصاء المتجذر في التشريعات والمؤسسات العراقية، الموروثة من النظام السابق كقانون العقوبات وقرارات مجلس قيادة الثورة المنحل وقانون مكافحة الإرهاب، لتعديلها / إلغائها وسن قوانين جديدة تستهدف مكافحة العنف والتطرف والتفرقة، وإشاعة مفاهيم حقوق الإنسان وتكافؤ الفرص والتنوع والتماسك الاجتماعي.
  5. استحداث الهيأة الوطنية لتمكين المرأة، تضم ممثلات عن السلطات الثلاث ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام ومراكز البحوث والدراسات المختصة، تعمل على متابعة ومراقبة تنفيذ السياسات الوطنية لتحسين وتطوير واقع المرأة، وكذلك رفع الوعي الاجتماعي بحقوق المرأة، وأهمية مشاركتها وتمكينها سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً. نمتلك مشروعاً متكاملاً بهذا الشأن يأخذ بعين الاعتبار الوضع المالي الصعب الذي يمر به بلدنا.

وختاماً نتوجه بالتحية والتقدير لجميع أخواتنا الصامدات تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، ولعوائل الشهداء المقاتلين في سبيل حرية الوطن، ولجميع النساء المكافحات من أجل أمنهن وسلامة عوائلهن، وللمناضلات من أجل الكرامة والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

                                                                                        شبكة النساء العراقيات

                                                                             بغداد في اذار 2016iraqiwomennet@gmail.com

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى