اخبار ومقالاتالبرامج

جلسة حوارية بعنوان (التراث الثقافي والاجتماعي لمدينة النجف الأشرف في شهر رمضان المبارك)

بتاريخ 26/3/2025 نفذ مكتب جمعية الامل العراقية في النجف جلسة حوارية بعنوان (التراث الثقافي والاجتماعي لمدينة النجف الأشرف في شهر رمضان المبارك) وذلك انطلاقا من أهمية الدور الفاعل للمجتمع المدني في تعزيز ثقافة الموروث الاجتماعي والثقافي لمدينة النجف الأشرف،لذا بادرنا لتنفيذ هذه الجلسة  بحضور الضيوف كلا من الدكتور عقيل الخاقاني والدكتورة فرح الفاضلي وبتيسير الأستاذ جمال الجواهري وبحضور 76شخصية متنوعة (مجلس محافظة. مؤساسات حكومية .اكاديمي. اعلامي .ناشطين .منظمات وشخصيات عامة) على قاعة مكتب جمعية الامل العراقية في النجف واستمرت ل2ساعة (9-11مساء)  .. ناقشت أبرز العادات والتقاليد التي تميز المدينة في شهر رمضان المبارك. في هذه الجلسة، تحدث الأستاذ جمال الجواهري عن دور المجالس التي تقام في البيوتات النجفية التقليدية في نقل وتعزيز الثقافة الاجتماعية. وركز على كيفية تأثير هذه المجالس في ترسيخ الهوية الثقافية في المجتمع النجفي وزيادة الوعي الثقافي بين أفراده.

أوضح الجواهري أن المجالس كانت تعد من أهم الوسائل التي حافظت على الثقافة الاجتماعية في النجف، حيث كانت بمثابة مركز ثقافي اجتماعي يجتمع فيه الناس لمناقشة القضايا الدينية والثقافية، مما ساهم في خلق مجتمع متصل ببعضه البعض على مدار التاريخ. كما سلط الضوء على دور الشعراء في هذه المجالس، وكيف كانت تلك المجالس تتيح للناس فرصة الاستماع إلى الشعراء البارعين والتفاعل مع الثقافة الأدبية من خلال الاستماع للقصائد والشعراء..

وأشار الجواهري إلى أن مدينة النجف رغم أنها معروفة باعتزازها الديني، إلا أن المجتمع النجفي كان وما زال حريصاً على الحفاظ على ثقافته الاجتماعية وتطويرها. فإلى جانب الدروس الدينية، كان المجتمع النجفي يهتم بشكل خاص بالمجالس الثقافية التي تعزز من الوعي الاجتماعي، مما جعل المدينة متفردة في تكامل جوانبها الدينية والثقافية.

النجف، باعتبارها مهدًا للعلم والدين، كانت أيضًا ولادة لعدد كبير من الشعراء والأدباء العريقين الذين تركوا بصمة لا تُمحى في الساحة الأدبية والثقافية. من أبرز هؤلاء الأدباء والشعراء: الشاعر معروف الرصافي، الذي كان له دور كبير في الشعر العربي الحديث، والعلامة محمد باقر الصدر الذي كان له تأثير عميق في الفكر الشيعي والعربي. كما أن الشاعر عبد المحسن الكاظمي والعلامة السيد محمد حسين فضل الله كانوا أيضًا من رموز النجف الثقافية الذين ساهموا في بناء وترسيخ الثقافة الأدبية والدينية.

من جهة أخرى، تحدثت الدكتور فرح الفاضلي عن أهمية المجالس النسوية في شهر رمضان، حيث كانت النساء تنظم تجمعات دينية وثقافية بشكل مكثف خلال مناسبات دينية هامة مثل مولد الإمام الحسن (عليه السلام) واستشهاد الإمام علي (عليه السلام) وليالي القدر. هذه المجالس النسوية كانت تشكل جزءاً أساسياً من الثقافة الرمضانية في النجف، وتساهم في نشر التراث النجفي من حيث العادات والتقاليد، ومنها المأكل والملبس.

كما تحدث الدكتور عقيل الخاقاني عن أهمية المجالس النجفية في شهر رمضان، خاصة في كيفية تأثير هذه المجالس على المجتمع المحلي في تعزيز قيم التعاون والاحترام المتبادل بين الأفراد. كما سلط الضوء على بعض العادات المميزة لشهر رمضان في النجف، مثل إعداد الأكلات الخاصة التي تحمل الطابع النجفي التقليدي، مثل الفسنجون والقيمة، والتي لا تخلو مائدة رمضانية من هذه الأطباق التي تعكس الأصالة والتراث العريق للمدينة.

تميّزت الجلسة بحضور كبير من المهتمين بالتراث الثقافي والاجتماعي، وكان هناك عدد كبير من المشاركات التي أثنت على أهمية الاهتمام بتاريخ النجف السياسي والثقافي والاجتماعي. كما أوصى الحضور بضرورة تعزيز هذا الاهتمام من خلال المجالس الثقافية والدينية والمدارس التي تساهم في نقل هذا التراث للأجيال القادمة.وفي ختام الجلسة، اتفق المشاركون على أن المجالس في النجف تمثل نقطة التقاء ثقافي وديني، حيث لا تقتصر على جانب واحد من حياة المجتمع، بل تجمع بين الدين والثقافة والعادات، مما يساهم في تعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية للمدينة. كما تم التأكيد على أن النجف تعتبر مدينة متنوعة ثقافيًا، حيث تمزج بين التراث العربي الإسلامي والحداثة، مما يجعلها مركزًا فنيًا وأدبيًا متميزًا في العالم العربي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى