(الانتخابات.. بين الاجراء والتأجيل)..في ندوة حوارية
(الانتخابات.. بين الاجراء والتأجيل)..في ندوة حوارية
في باكورة انشطته لهذا العام، استضاف منتدى الامل الثقافي، وبحضور نخبة من الأكاديميين والمثقفين النائب وعضو اللجنة القانونية في مجلس النواب القاضي قاسم العبودي في ندوة حوارية بعنوان (الانتخابات. بين الاجراء والتأجيل) في العاشر من شهركانون الثاني الجاري أدارتها الدكتورة بلقيس محمد جواد.
وجرى في الندوة مناقشة قضية الجدل الدائر حول اجراء الانتخابات في موعدها المحدد او تأجيلها بناءً على طلب بعض الكتل السياسية، اذ تحدث القاضي العبودي عن الانتخابات بكونها العمود الفقري للديمقراطية متناولا طبيعة النظم الانتخابية والديمقراطية في العالم فالنظام الانتخابي – في رأيه – يجسد دور العجلات التي تسير المركبة السياسية اما أركان هذه المركبة فهم الاحزاب والحكومة والائتلافات وجميع عناصر النظام السياسي.
ويرى العبودي ان الانتخابات العراقية مناسبة للمزيد من الحساسية واشاعة الفوضى والتفرقة بين المكونات واستحضار صور الخلاف التاريخي والعقائدي والديني والقومي لأن هذا يجد مناخا خصبا واذنا صاغية لدى الناخب العراقي اذ أدت الانتخابات في العراق الى المزيد من التأزم بين مكونات المجتمع بينما كان من المتوقع ان تكون وسيلة واداة لإعادة بناء المجتمع.
وركز العبودي على ضرورة رفع مستوى وعي الناخب فالشعب العراقي لازال يعتمد في سلوكه على الرمزية وكل قائمة ليس فيها رمز لاتحظى برصيد جيد من المقاعد مشيرا الى اهمية البحث عن نظام انتخابي يجسد الارادة الشعبية.
وعزا العبودي المطالبة بتأجيل الانتخابات الى وجود اسباب سياسية واخرى موضوعية فالاسباب السياسية تتعدى خشية البعض من الفشل في الانتخابات وتتعلق بالمساومات والتدخلات الخارجية من قبل الدول الاقليمية مؤكدا على سهولة ايجاد مخرج ومبرر دستوري لتأجيل الانتخابات..اما الاسباب الموضوعية فهي عديدة ومنها الصراع الكبير حول اسبقية اجراء انتخابات مجالس المحافظات وعلى نظام توزيع المقاعد فضلا عن قضية المناطق المتنازع عليها وصعوبة مشاركة النازحين في الانتخابات بسبب فقدان اغلبهم لمستمسكاته الرسمية وصعوبة اجراء عملية التحديث البايومتري في الفترة القصيرة المتبقية قبل موعد اجراء الانتخابات وتأخير اقرار الموازنة وتخصيص المبالغ للانفاق على العملية الانتخابية مع ضرورة تعديل قانون الانتخابات.
وكانت مشاركة الحضور في الندوة فاعلة اذ ناقشوا موضوع تاجيل الانتخابات باعتباره خرقا دستوريا كما طالبوا الاحزاب المرشحة ان تعمل مع الجماهير وان تحقق لهم المكاسب التي يحتاجونها فيما لو ارادوا تغيير مجرى الانتخابات فالتغيير الحقيقي يبدأ مع النفس أولا وهو مايضمن بالتالي ولاء الجماهير.