العدالة بين الجنسين

جلسة جدلية في كركوك بعنوان (زواج القاصرات حق ام انتهاك)



جلسة جدلية في كركوك بعنوان (زواج القاصرات حق ام انتهاك)



أقام مكتب كركوك لجمعية الأمل العراقية ضمن فعاليات مركز النماء لحقوق الإنسان أحد مشاريع جمعية الأمل العراقية جلسة جدلية حول (زواج القاصرات هل هو حق ام انتهاك) على قاعة لاهاي في كركوك، باشرت الجلسة في الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت الموافق لـ 6/5/2017 واستغرقت ساعتان ونصف بحضور جمع من الناشطين والناشطات وأكاديميين نفسيين وباحثين/ات اجتماعيين/ات وقانونيين وشيوخ العشائر وشخصيات عامة من المدينة ونساء من داخل مخيمات النازحين والقنوات الإعلامية السمعية منها والمرئية.

 حيث بدأت الجلسة بالترحيب وتعريف الجلسة والجهة المنظمة لها وبعدها تم الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء شعبنا الأبطال ومن ثم بدأت النقاشات بين المشاركين الرئيسيين الثمان المتمثلين بـ(ممثل عن منظمات المجتمع المدني وأكاديمي في علم الاجتماع ومرشد نفسي وأكاديمي مختص في الشريعة الإسلامية وشخصية اعلامية وممثلة عن رابطة المرأة وقانوني وشيوخ عشائر من هيئة عشائر كركوك) حيث تم تعريف الزواج وشروطه من الناحية القانونية والشرعية والاجتماعية وبعدها دار الحوار والمناقشات حول سلبيات وايجابيات هذه الظاهرة فكلاً عبر من وجهة نظره فمن اعتبرها آفة مجتمعية وهو عبارة عن اغتصاب وتعدي على حقوق القاصرة وايضاً من اعتبرها متاجرة بالبشر حيث يتم بيع الفتيات من قبل أولياء الأمور مقابل بدل نقدي وهي حرمان للفتات من التعليم حيث يعتبر أحد اسباب تدني المستوى الاجتماعي للمرأة في المجتمع، وكان هناك آراء اخرى معاكسة حيث اعتبروها صيانة لكرامة الفتاة وتوفير حماية لها من المشاكل الاجتماعية وأيضا من الناحية الاقتصادية فهي خير سبيل لتوفير حياة كريمة للفتات القاصرة فالزواج ستر وسنة وخصوصاً اذا وصلت الى سن الخامس عشر فهو سن مناسب جداً للزواج.

 وتخللت المناقشات مداخلات عديدة من الحضور بين مناصر و رافض للظاهرة، وبالحديث عن دوافع هذه الظاهرة كانت هناك أمهات تحدثن عن تزويج بناتهن في سن مبكر وأرجحوا الاسباب الى الحالة الأمنية والحالة المادية المتدنية للعائلة وفقدان ولي أمر البيت أو عائل الاسرة مما ثقلت كاهل الأم واجبرت على تزويج بنتها وهي قاصر وكما أشارت الى المشاكل التي تواجه ابنتها حتى بعد بلوغها سن الرشد فهي تزوجت بسن مبكر ولم تكن تدرك مسؤوليات البيت والعائلة مما كانت لها تأثير سلبي على حياتها العائلية وتدهور حالتها النفسية، وحرمانها من طفولتها كانت لها تأثيرات سلبية على نفسها وأسرتها أيضاً وحسب قولها فإن ابنتها تعاني من المشاكل بصورة مستمرة وغير راضية عن حياتها، واخريات اشرن الى الانصياع للعادات والتقاليد السائدة التي تفرض على البنت الزواج وهي في سن مبكر، وكما دار النقاش حول اذا كان الدين عامل مساعد على هذه الظاهرة فكان هناك من اعتبر الدين من أحد العوامل التي تشجع على تزويج القاصرات واخرى اعتبر الفهم الخاطئ للدين والتفسير الخاطئ للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية هو السبب، وكانت هناك جدل كبير حول هذا الموضوع وأيضا نُوقش من وجهة نظر القانون حيث اعتبر القانون العراقي مقصر في هذا الموضوع لأنه يسمح بالزواج من سن الخامس عشر بشروط لا تعتبر تعجيزية ومن الممكن لأي شخص أن تتوافق فيه تلك الشروط.

 أما بالنسبة للحلول فلقد ذكر العديد من النقاط اذا توفرت فيمكنها أن تقلل من انتشار ظاهرة تزويج القاصرات وتلخصت في النقاط التالية: –

  • 1-فتح صندوق نقدي لدعم الفتيات المتعففات.
  • 2-توفير فرص عمل للفتيات والنساء الأرامل.
  • 3-تعزيز العلاقات الأسرية.
  • 4-فتح مراكز تأهيل للشباب وتوعيتهم من مخاطر الزواج المبكر.
  • 5-ازدياد عدد المدارس وخصوصاً في القرى والأرياف وجعل التعليم إلزامياً وخصوصاً تعليم الفتيات.
  • 6-تعديل قانون الأحوال الشخصية وإقرار سن الثامن عشر السن القانوني للزواج ولا يسمح بالزواج لأي شخص تحت السن القانوني.
  • 7-عدم السماح ومعاقبة كل من يوافق على الزواج خارج المحكمة سواء من رجال الدين وولي أمر الزوج والزوجة.
  • 8-تشكيل لجنة طبية تحتوي على خبراء من الطب ومن علم الاجتماع ومن القضاء للمصادقة على ابرام عقد الزواج لمن هم دون السن القانوني وذلك في الحالات القصوى إذا تطلب الأمر.
  • 9-تعزيز دور الإعلام وشيوخ العشائر للحد من هذه الظاهرة.

وبهذه الحلول المقترحة اختتمت الجلسة مع بقاء جدل حول الموضوع بين رافض ومناصر لظاهرة تزويج القاصرات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى