نادية.. تروي قصة سبيها من «داعش» وتجبر الحاضرين على البكاء خلال استضافتها في مجلس الأمن
نادية.. تروي قصة سبيها من «داعش» وتجبر الحاضرين على البكاء خلال استضافتها في مجلس الأمن
ترجمة -أنيس الصفار
لم يتمالك العديد من اعضاء مجلس الامن الدولي، أنفسهم حينما استمعوا الى الايزيدية نادية مراد طه، وهي تروي تفاصيل سبيها على ايدي ارهابيي «داعش» حتى أجهشوا بالبكاء، متعاطفين مع الفتاة التي قالت ان افراد تلك العصابة، مارسوا معها شتى اشكال التعذيب والاهانة والاغتصاب، قبل ان تتمكن من الهرب.
وبصوت اجهشه البكاء، سردت الفتاة العراقية، ذات الواحد والعشرين ربيعا، في اولى اجتماعات مجلس الامن الدولي لبحث قضية الاتجار بالبشر، حجم المعاناة التي تعرضت لها، عقب اسرها والمئات من النساء والاطفال الايزيديين، من قبل ارهابيي «داعش» مبينة ان تلك العصابة القذرة «استخدمت عمليات الاغتصاب لتدمير النساء والبنات ولضمان ألا تعيش هؤلاء النسوة حياة طبيعية مرة أخرى.
وتابعت نادية وهي تغالب دموعها وتناضل للاحتفاظ بتماسكها النفسي، لقد اقدم افراد تلك العصابة، على نقلنا نحن، النساء والاطفال، بالحافلات الى الموصل، كانوا يهينوننا ويذلوننا طول الطريق ويلمسون اجسامنا بشكل خادش ومهين حتى وصلنا الى الموصل ومعنا اكثر من 150 عائلة أيزيدية اخرى، بعد ذلك ادخلونا الى بناية فيها الوف العائلات الأيزيدية والاطفال الذين يعتزمون التبادل بهم كهبات.
وتوسلت نادية، إلى مجلس الأمن، أن يعمل للقضاء على تلك العصابة الارهابية، بعد أن وصفت ما لاقته من تعذيب واغتصاب على أيدي «داعش» الذين عدوها «غنيمة حرب» واحتجزوها ثلاثة أشهر.
وروت الشابة الايزيدية، أنها اختطفت في شهر اب من العام الماضي، ونقلت بحافلة إلى مبنى في الموصل، مؤكدة ان الارهابيين في ذلك المبنى «يتبادلون الايزيديات واطفالهم كهدايا» وقالت: « في تلك الليلة اقترب مني ارهابي واراد أن يأخذني ولكني بقيت مطرقة برأسي الى الأرض لا أرفع نظري اليه وقد شلني الرعب، وعندما رفعت رأسي ونظرت رأيت رجلا ضخم الجثة بدا لي اشبه بوحش».وتابعت الايزيدية، ان ذلك الوحش الارهابي حاول اقتيادي، لكني «اخذت ابكي .. وصرخت .. قلت له إنني صغيرة جداً وانت ضخم، ولكنه لطمني ثم راح يركلني ويكيل لي الضربات، بعد دقائق اقبل علي رجل آخر، كنت لا أزال اثبت نظري الى الارض ولكني مع هذا لمحت أنه اصغر قليلا من سابقه فأخذت اتوسل اليه، طلبت منه أن يأخذني معه لأنني كنت مرتعبة من الرجل الأول، وطلب مني الرجل الذي اخذني أن اغير ديانتي فرفضت، عندئذ طلب مني الزواج، إن جاز مثل هذا الوصف. جاهدت نادية بشدة للتحرر من قسوة التجربة وهي تستعيد اوضاع النساء اللائي كن من حولها. وواصلت الفتاة العراقية، سرد قصصها، على ايقاع من الحزن، أرغم جميع الحاضرين في الجلسة، على التعاطف معها بشكل كبير، لاسيما حينما ذكرت ان «ذلك الارهابي أرغمني على ارتداء ملابس ووضع مساحيق التجميل ثم فعل فعلته في تلك الليلة الرهيبة، على الرغم من اخباري اياه باني مريضة، لاسيما ان جميع النسوة اخذن يحضن من شدة الخوف» مشيرة الى ان «المجرم أرغمني على أن أكون جزءا من فصيله العسكري، وظل يذلني كل يوم.»
وأضافت أنها حاولت الهرب لكن حارسا أمسك بها، وأقدم على خلع ملابسها كعقاب لمحاولة هربها، مؤكدة ان ذلك الحارس الارهابي وضعها في حجرة مع الحراس الذين واصلوا ارتكاب جريمتهم حتى أغمى عليها».
اختتمت نادية روايتها بشجاعة قائلة: «أخيراً تمكنت من الفرار بعد ثلاثة أشهر من اختطافي، وانا الآن اقيم في المانيا.
* عن موقع ديلي نيوز أند أناليسز
منشورة في جريدة الصباح صفحة 3 السبت 19 كانون الأول 2015 العدد 3561