مؤتمر أستراتيجيات التغيير المشترك
مؤتمر أستراتيجيات التغيير المشترك
بين ممثلات المنظمات السوريات والعراقيات
أسطنبول تشرين الأول 2015
أقيم في اليومين 15 و 16 من شهر تشرين الأول 2015 في اسطنبول (المؤتمر الثاني لاستراتيجيات التغيير) بتنظيم من قبل منظمة مادرا الدولية المعنية بحقوق الإنسان للنساء، ومنظمة حرية المرأة في العراق، والرابطة الدولية النسوية للسلام والحرية. حضر المؤتمر عدد من ممثلات منظمات المجتمع المدني والناشطات النسويات في كلا من العراق وسوريا. شاركت عن جمعية الأمل د. نجلاء عبد الحسين وسهى عودة، اللتان سبق وأن ساهمتا في المؤتمر الأول.
ركز المؤتمر أعماله على مراجعة التوصيات التي أقرها المؤتمر الأول، الذي عقد في كانون الثاني 2015، التي أكدت على ضرورة تحسين خدمات الرعاية الصحية للنساء، وتوثيق أعمال العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والاعتراض على القيود القانونية التي تحد من فتح الملاجئ وتأمين المأوى والخدمات لضحايا العنف من النساء، كما أشارت التوصيات الى أهمية بناء قدراتهن وتمكينهن، وتقديم المشورات والمساعدة القانونية لهن، وضرورة تفعيل دور الاعلام في تسليط الضوء على الانتهاكات التي تواجهها النساء في أثناء النزاعات المسلحة.
تناول المؤتمر الاحتياجات التي تفتقر لها النساء في العراق وسوريا في ظل النزاع المسلح الذي يجتاح المنطقة بأسرها، إثر أحتلال تنظيم “الدولة الاسلامية” لهذه المناطق، متزامنة مع أنتشار المليشيات المسلحة والعمليات العسكرية من قبل جيش النظام السوري وقوات التحالف في العراق، مما أدى الى أرتفاع في حصيلة قتل النساء وأغتصابهن وعمليات الخطف، والفقر وسوء الرعاية الصحية والغذائية، أضافة الى حرمانهن من التعليم والتنقل وحرية الملبس.
وأوضحت الناشطات العراقيات متمثلة (بمنظمة حرية المرأة، ومنظمة أسودا، وجمعية نساء بغداد، وجمعية الأمل العراقية، أضافة الى منظمات أخرى) الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في العراق خاصة في مناطق الصراع المسلح، وتكلمت بعض الناشطات حول تراجع التشريعات، وعدم تنفيذ قرار مجلس الأمن 1325، ومحاولة اصدار تشريعات تمييزية كالقانون الجعفري، كما تم ذكر الممارسات التي يرتكبها تنظيم “داعش” في الموصل كختان الإناث، وجهاد النكاح، أضافة الى الانتهاكات التي يقوم بها عناصر التنظيم كأعدام الشباب “المثليين” داخل مدينة الموصل عبر القاء جثثهم من البنايات المرتفعة.
أما فيما يخص الجانب السوري، فقد ركزت الناشطات على موضوع وجود منظمات نسوية تحصل على الدعم المادي من غير أن يكون اهتمامها الأول النساء، وهي لا تؤمن بمبدأ العدالة والمساواة بين النساء والرجال. كما أوضحن أن عدد النساء العاملات في المجال الطبي داخل سوريا، سواء في المناطق التي تحت سيطرة تنظيم “داعش” والمناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الاسد، هي في تراجع تام وتوجد أزمة طبية جدية، وهذا ما يترك أثره السلبي على النساء بشكل خاص.
وأختتم المؤتمر أعماله بتوصيات جديدة تمت أضافتها، في المطالبة بالتوقف عن أستهداف المنشأت الصحية عبر القصف الحربي، وتوفير الموارد الطبية للكوادر العاملة، أضافة الى الدعم النفسي للناجيات بصورة حقيقية، تساهم في أنقاذهن وانخراطهن بالمجتمع من جديد. وركزت المشاركات العراقيات على أهمية وجود خطة حكومية واشراف دولي لأعادة العوائل الى مناطقها المحررة، وعدم السماح بتجريم المرأة تبعاً لجريمة زوجها (مادة 4 أرهاب)، كما ركزن على الاكثار من فتح ملاذات آمنة للنساء المعنفات والناجيات من الحروب.
وأكدت التوصيات على ضمان حق تمثيل المرأة في الأحزاب السياسية على مستوى صنع القرار، للمساهمة بدور فعال للنساء في صنع السلام في المنطقة تماشياً مع قرار مجلس الأمن 1325.