اخبار ومقالات

اختتام مشروع التمكين الاقتصادي للنساء المعيلات لأسرهن

انهت جمعية الأمل العراقية من تنفيذ مراحل مشروع التمكين الاقتصادي للنساء المعيلات لأسرهن، اذ بدأت الجمعية مباشرتها بهذا المشروع في تشرين الأول 2013 لغاية نهاية ايار 2015  بتمويل منظمة بسمة القريب في سويسرا (وهي منظمة تهتم باحوال العراقيين/ العراقيات في مدن العراق).

نفذ المشروع كادرمركز الامل للارشاد الأسري /بغداد (الباحثاث الانثروبولوجيات، زينة جسام، مروى فرج، زينب مؤيد) كعمل تطوعي، اذ يهدف المشروع تمكين خمس نساء من المعيلات لأسرهن اقتصادياً، بتمويلهن لأنشاء مشاريع صغيرة ضمن اطار زمني معين وشروط محددة، بدأ تنفيذ المشروع بتدريب كادر مركز الامل للارشاد الاسري من قبل الزملاء زين العابدين محمد و جورج دنخا حول عدة مواضيع منها: ماهية المشاريع الصغيرة الناجحة ومميزاتها، أطار بدء المشروع ، نموذج لدراسة جدوى لمشروع معين.

ونفذ المشروع عبر أربعة خطوات، وهي:

الخطوة الاولى : اختيار 5 نساء قادرات على خوض التجربة وفق معايير محددة.

باشر فريق العمل الخطوة الأولى خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني 2013، باجراء لقاءات في مقر مركز الأمل للارشاد الأسري / بغداد – منطقة الشعب التي تتميز بكونها ذات كثافة سكانية عالية من العوائل المحدودة الدخل والفقيرة. وزيارات ميدانية لمناطق سكن النساء الأرامل ومحدودات الدخل الوافدات الى المركز ، وشملت الزيارات الأحياء التالية من الاحياء الشعبية: (حي البساتين، أم الكبر والغزلان، سبع قصور، حي اور). اذ توجد نسبة كبيرة من الفقر والجهل فيها فضلا عن انعدام البنى التحتية.، فقد ساعدتنا هذا الزيارات أيضاً  التعرف على المستوى التعليمي والوعي العام ووضعهن الاقتصادي ومدى رغبتهن بالعمل لتحسين أوضاعهن. واشرن الى معوقات وصعوبات تواجههن وتحد من امكانية عملهن وكان أهمها، افتقارهن للتدريب والتمكين التقني للقيام بهذه المشاريع، ضعف وانعدام التمكين الاقتصادي لديهن. وتم اختيار 10 نساء من اصل 50 امرأة.

وكانت هناك عدة معايير لاختيار النساء منها :

المعايير العامة: مستوى تعليمي متوسط (لها القدرة على القراءة والكتابة والحساب)، القدرة على التخطيط والتنظيم والمبادرة للنجاح بعمل المشروع، استهداف ذوات الدخول المحدود، تمتلك القدرة على تحمل المخاطر وتخطيها عن طريق الاعداد المسبق، تمتلك القدرة او القابلية على رؤية الفرص المتاحة وكيفية الاستفادة منها، القدرة على تطوير الفرص المتاحة لادرار المال وتطوير المشروع لزيادة امكانية استمراريته.

المعايير الخاصة: ان تكون معيلة لأسرة،مطلقة أو أرملة او متزوجة (مهمشات)،قادرة على العمل، واختيارها بنفسها لنوع المشروع دون فرضه عليها لتحقيق أهدافه.


الخطوة الثانية: تدريب النساء
بعدها تم وضع خطة عمل لبدء تدريب 10 نساء في شهر شباط 2014  لمدة ستة ايام حول المبادئ الأساسية للعمل في المشاريع الصغيرة ، ثم يتم انتقاء 5 نساء من بينهن لادماجهن في المشروع. تزامنت زيارة منازل النساء المقترحات للتنفيذ المشاريع الصغير خلال مرحلة الاختيار وبعد مرحلة التدريب.

في هذه الاثناء ونتيجة للعديد من المعوقات تم العودة الى الخطوة الأولى واجراى المقابلة مرة اخرى لـ 50 امرأة لاختيار العدد المتبقي من النساء في شهري أيار وحزيران 2014، وبعد اتمام الزيارات الميدانية لعدد منهن تقرر ضم 2 من النساء للمشاريع الصغيرة.

الخطوة الثالثة : شراء مستلزمات المشاريع

تمت المباشرة بتجهيز المواد لمشاريع النساء المعيلات لأسرهن، حيث كانت ثلاث مشاريع للخياطة ومشروعين لبيع الملابس (النسائية – الاطفال).

بعد اتمام عملية تجهيز المشاريع الخمسة ضمن المشروع، تم اقامة تدريب آخر ليوم واحد بتاريخ 21-7-2014 حول دفتر الحسابات.

الخطوة الرابعة: متابعة المشاركات

تضمن هذه الخطوة متابعة النساء من خلال ست زيارات ميدانية الى منازلهن، بدأت من 11 أيلول 2014  لغاية 30 أيار 2015 الى اماكن تنفيذ مشاريعهن فضلا عن متابعتهن بشكل دوري عن طريق الاتصال الدائم وبصورة مستمرة، الى هذا اليوم. واثناء هذه الفترة برزت لنا نساء ناشطات في مجال كسب قوت يومهن:

  • 1-من خلف سواد ردائي (المستفيدة الثالثة / م.م.ف.5)من مواليد 1981، أرملة ولديها 5 اطفال (1 بنت- 4 أولاد)، خريجة الدراسة الابتدائية، تسكن في مشتمل – الطابق الأول – في منزل أهل زوجها في منطقة (س). كانت تتوشح ردائها الاسود دائما لدثر نور حياتها بسبب تعصب لعادات وتقاليد مجتمعية.خياطة ماهرة، ذات امكانية محدودة جدا وذلك لاعتمادها على ماكنة قديمة، وافتقارها لباقي مستلزمات العمل، وبعد توفير المستلزمات لها بدأت رحلتها مع النجاح اذ كانت حريصة على انجاح مشروعها واثبات ذاتها، فلم تقف عند مستلزمات تنفيذ المشروع بل استمرت في اتمام تجهيزات المكان الخاص باستقبال زبوناتها من خلال الربح العائد لها من المشروع، فضلا عن ذلك، خططت للانتقال من كنف اهل زوجها والاستقرار في مكان آمن خلال فترة المشروع وقد تم تنفيذ هذه الخطوة في اخر متابعة لنا حيث رأينا فرحه لاتوصف في عينيها وهي تقول: ها انا سوف اعود حرة مرة اخرى. 
  • 2-بطموحي سأصل حيث أريد (المستفيدة الرابعة أ.س.ض.5)

مواليد 1977، أرملة ولديها 5 أطفال (3 بنات -2 ولد)، خريجة ابتدائية، تسكن في مشتمل مجاور لمنزل أختها في حي (غ) في أطراف منطقة (س)، بائعة ماهرة، لديها مهارة في انتقاء بضاعتها وتسويقها،  ولديها قدرة على الابتكار وتقليد منتجات السوق بتكاليف اقل وبيعها  لزبائنها، حرصها الدائم على ان تكون في المشروع، رغم ما تعانيه من ظروف دفعتنا ككادر للتمسك بها كما فعلت هي، بدأت معنا بمشروعها الصغير وهو بيع الملابس النسائية – الاطفال، ليتطور شيأ فشيئا الى مواد منزلية  واغراض مطبخ، لتضع خطواتها الاولى في اتمام تأثيث منزلها، والحفاظ على اطفالها والاهتمام بدراستهم، لنراها في النهاية تقوم بتحويل مشروعها الى اول خطوة تجاه بيع المصوغات الذهبية ، لكي تقف وتقول ليس لطموحي نهاية.

مؤشرات النجاح:

  • أزدياد ثقة النساء بأنفسهن مما يساعد على تمكينهن أجتماعيا، وازدياد قدرتهن على أتخاذ القرار.
  • أبتكار أفكار جديدة لتطوير عملهن من خلال المبالغ المدخرة لمشاريعهن، مما يؤدي الى مساعدتهن في التمكين الاقتصادي.
  • بدأت النساء المشاركات أكثر استقراراً وسعادة داخل أسرهن لاعتمادهن على أنفسهن في المشاركة الفعلية بتوفير الدخل لإعالة أسرهن.
  • الانتقال وعمل مشاريع اخرى ذات طابع اوسع وتحتاج الى سيولة مالية اكبر، مثل مشروع بيع وشراء الاثاث المنزلي، او بيع وشراء المصوغات الذهبية.
  • تحول واضح في حياة قسم من المشاركات من خلال التفكير في مساعدة شريك حياتهن بشراء قطعة ارض او من خلال الانتقال الفعلي لمنزل جديد اكثر استقرارا.
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى