اين النساء في الحكومة القادمة !!! د.عامرة البلداوي
قالوا ان رئيس الوزراء المكلف سيقدم تشكيلته الوزارية خلال يومين , وقال رئيس الوزراء المكلف بأنه ينوي تقليص حجم الكابينة وذلك بتوزيع المهام والصلاحيات الى المحافظات وتقليل عدد الوزارات ليصبح العدد الكلي 22-24 وزارة . المهمة صعبة فكيف سيتمكن الرئيس المكلف من توزيع قطع الكعكة الوزارية على القوى الفائزة في الانتخابات والتي لم يتحول اي منهم الى المعارضة ومازالت كل تلك القوى ترغب ان تحضى بمناصب وزارية , وفي ظل الدعم المحلي والاقليمي والدولي لرئيس الوزراء المكلف فقد يمكننا التفاؤل بأنجاز المهمة بالرغم من ارتفاع سقف المطالب والانسحابات والمنغصات من هنا وهناك . وقد سمعنا اسماء كثيرة من المرشحين بعضها يتقدم الى الواجهة والبعض الآخر يتراجع ونحن الان في الايام الاخيرة من المدة المفترضة ولم يتبق المزيد من الوقت ويبدو ان هناك وزراء الساعات الاخيرة او مايسمى بوزراء تشطيب الكابينة او تزويقها حيث يحشرون في آخر وقت فقط حتى لايقال ان الحكومة تفتقد وجودهم او وجودهن ! أعني الوزيرات!!فأين النساء في هذه الحكومة العتيدة , واذا كنا متفائلين برئيس الوزراء المكلف لكونه من مجموعة التكنوقراط والذين يهتمون بأختيار الكفاءات العلمية على قدر مايتاح له لأن مهمته عسيرة , فنحن متفائلون لأن امكانية تعديل الميزان والاختيار على اساس القدرات والكفاءة ستتيح المجال للمرأة ان تشارك بقوة وارجو ان لاتخيب ظنوننا خاصة واننا جربنا الوزارات الذكورية واستبعاد النساء حيث لم يفسح لهن المجال ليشاركن في حكومة بلد يعاني الارهاب والقتل والعنف والتهجير في حين اكثر المتأثرين هن النساء … هل شاهدتم عويل الامهات الفاقدات لأولادهن في قاعدة سبايكر , هل شاهدتم النساء الثكالى وهن يحتضن التوابيت بعد التفجيرات التي حطمت اعصاب العراقيين ..من غيرهن سيساهم فعلا في احلال السلم وتحقيق المصالحة واستتباب الامن وهن يترسخن في العشائر والعلاقات الأسرية كالجذور وبأمكانهن عمل الكثير لترطيب الاوضاع المتوترة بين الاطراف المختلفة .. برأيي على الرئيس الجديد ان يكون اكثر قدرة على قراءة الواقع ممن سبقه وعليه ان يُلزم الكتل بتسليمه مرشحين اثنين رجال ومرشحة امرأة لكل وزارة وعليه الاختيار وبما انه لايوجد نص بحصة ثابتة للنساء في المناصب الوزارية فالرئيس المكلف حر في اختيار العدد من النساء المشاركات حتى اذا تجاوز النصف من الحقائب الوزارية … وحذار ايها الرئيس الجديد ان تخطأ خطأ من سبقوك وتجحف حق المرأة او تقول كما قالوا ((لايوجد عندنا نساء كفوءات )) لآننا شهدنا على كفاءة وزراء الحكومة السابقة وابداعاتهم وحتى طبيعة اختيارهم والتزامهم , وان فضائح صفقات بيع مناصبهم باتت على كل لسان في برامج الفضائيات ومقاطع اليوتيوب , في حين اثبتت الدراسات ان النساء هن الاقل فسادا أذا كانت اولويات الحكومة القضاء على الفساد .. كما ان وزارتك لابد ان تكون واسعة الطيف فهل اقصائك للنساء او منحهن حقيبة واحدة او وزارة واحدة بلا حقيبة سيكون منصفا.. ولنسمع منك تطمينا لملايين النساء من الارامل من المهجرات والنازحات ومن الثكالى فضلا عن النساء التكنوقراط , الكفوءات , المهنيات والخبيرات والسياسيات المعروفات بخبرتهن بأوضاع العراق .نريد ان نسمع تطمينا لكل هؤلاء بأنك لن تنسى حصتهن وانك ستأخذ بعين الاعتبار دورهن في الحكومة القادمة .