مدونة 5- 15 كانون الثاني ( يناير) 2014 – وجدت ضالتي في رابع أيام الورشة
بأبتسامة توارت خلفها جدية طالت حتى دقائق الإستراحة، نقلتنا (آن كرومانس) من المقدمات إلى صلب الموضوع، حيث وجدت ضالتي، فعندما جئت من أقصى الجنوب كنت أتطلع إلى الحصول على تجربة أضيف بها ولو الشيء البسيط إلى سباق الوصول إلى مجلس النواب، خصوصاً وأن هدفي هو التمكين السياسي للمرأة في العراق.
ناقشنا في يومنا هذا مواضيع عدة، تمحورت حول مهارات تواصل المرشح مع الناخب سواء مباشرة أو من خلال مواقع التواصل الإجتماعي أو الإعلام، الذي أخذ منا بعض الوقت ركزنا فيه على كيفية تعامل المرشحة مع الصحفي وإدارة المؤتمر واللقاء والتصريح الصحفي.
كمتدرب، مخاوفي كانت بأتجاهين، الأول: أن من يدربني جاء بمادة قرأها دون أن تكون له خبرة عملية فيها، أما ثاني مخاوفي كانت: أن يلقيها بأسلوب إملائي تقليدي، وتبدد ذلك عندما كانت معظم الأمثلة هي تجارب شخصية، وكان الطابع العملي والتمارين الغالب على يومنا الرابع شأنه شأن باقي أيام الورشة.
نحن نعلم بأن لكل بلد خصوصية، وأن في”تجربة ما” كانت السبب في نجاح “مرشح أو حزب ما” في بلد معين، قد تكون هي السبب وراء فشل أحد المرشحين في بلد آخر، وذلك إذا ما طبقتها دون أن يدرسها في الواقع الاجتماعي والثقافي لبلده، ومع ذلك فأن الدروس والعبر لتجربة “غربية” قد تكون هي الحل لمشكلة يعاني منها شارعنا، ومن المشكلات المشتركة التي لفتت إنتباهي التي يعاني منها الشارعين العراقي والهولندي، هي أزمة الثقة بين الناخب والمرشح، والتي كانت في العراق وليدة العزلة خلف الجدران الموصودة التي يعيش فيها سياسيينا تحت ذريعة الوضع الأمني، بحيث أصبحوا غرباء عن شوارعنا التي كانت السيارات المفخخة أقرب لها منهم.
بأي حال من الأحوال، أعجبتني صورة لرئيس “حزب العمال الهولندي” التي حرص فيها على أن يظهر فيها محاطاً بناخبيه، ليبدأ طريقه في مد جسور الثقة التي إذا إنعدمت بين المرشح والناخب كان المرشح أكبر الخاسرين.
بعد هذا اليوم سأحرص على أن أنصح كل المرشحات التي سأدربهن، فضلاً عن مهارات التواصل التي تعلمتها، أن تكون بين ناخبيها قريبة منهم لا من أجل صورة، ولكن لبدء مرحلة جديدة في تاريخ العراق السياسي، يكون الصدق والثقة الصفة الغالبة فيها.
وصفي الشرع
متدرب في الورشة