العدالة بين الجنسين

مدونة 3- 14 كانون الثاني ( يناير) 2014 – تحديات الرجال والنساء في العراق

اليوم هو الثالث من ورشة تدريب المدربين/ات TOT لمشروع تمكين المرأة السياسي، ومنذ اللحظات الأولى من بدأ الجلسات في الصباح استشعرنا الحماس والطاقة لدى المتدربين عبر المجموعات التي قدمت ملخصات جلسات اليوم الثاني وايضا لدى المجموعات التي قدمت عروض نتائج مجموعات العمل لتحليل SOWT الذي تم انجازه في أخر جلسة من جلسات اليوم الثاني، المفاجئة كانت للمشاركين حين طلب منهم عدم مناقشة محتوى التحليل بل المطلوب منهم هو تحديد ما تعلموا من عرض المجموعات، ورغم التوضيح المتكرر لهم بان المطلوب هو مناقشة سير وتطبيق التمرين بشكل صحيح والاستماع والتعلم الا ان المتدربين استمروا بنقد اومناقشة او اعطاء نصائح لمقدم العرض ولمجوعته بعمل هذا وترك هذا، وتكررت استخدام عبارة “عليكم فعل ذلك”.  بالحقيقة ذلك ليس ذنبهم لان هذا هو جزء من طبيعة الثقافة العراقية فيما يخص طريقة التحاور اوالتواصل وصولا الى طريقة التعليم المستخدمة في المؤسسات التعليمية لحد الان التي تعتمد مبدأ التلقين والحفظ من قوالب جاهزة. وهذا ما كان مفاجئة لي حين طلب احد المشاركين ان نعطي نموذج واحد من الرسالة المركزية حتى تستطيع المجموعات تصميم رسائلها على غراريها، مرة اخرى كان من الضروري توضيح المهمة المناطة لهم بأنهم مدربين وليسوا مستشارين، ليس عليهم اعطاء نصائح للمرشحات بل اعطاء المرشحة الفرصة لتحليل وتقييم وضعها الحالي. لكن من جهة اخرى اصبح بعض المشاركين اليوم مستشارين، حين طلب من بعض المشاركين اذا كان لديهم الرغبة بالتطوع في اعطاء بعض الامثلة العراقية ووضعها في المادة التدريبية التي سوف توزع عليهم حينما شعر بعض المشاركين ان الامثلة التي عرضت اليوم هي تعكس طبيعة المجتمع الهولندي والذي حسب رايهم يختلف تماما عن المجتمع العراقي وحداثة التجربة الديمقراطية.
في كل مرة تثبت منهجية مجموعات العمل نجاحها، وهذا ما حدث اليوم، فكل ما تم الاعتراض عليه في اليوم الاول عند مناقشة مفاهيم المساواة وحقوق المرأة والتحديات التي تواجها كأمرأة في المشاركة السياسية على اعتبار ان السياسة وهي الوجه الثاني للسلطة والنفوذ والتي هي من حق الرجل واختصاصه، خلال تحليل SOWT حدد المشاركين بانفسهم كيف ان النساء المرشحات لديهن تحديات تختلف عن الرجال، واستطعنا ان نقرأ اليوم على اوراق الفلب جارت كلمات مثل: العادات التقاليد، سلطة العائلة (والتي لا يمكن ان تكون كتحدي للمرشح الرجل) وقد اعترف احد المشاركين وهو من محافظة ميسان وتقع في جنوب العراق التي تتحكم فيها العادات والتقاليد والاعراف بشكل كبير، واكثر النساء فيها مازلن يعشن حياة جداتهن، أنه لم يكن يعمل حملات انتخابية للنساء وعند سؤاله عن السبب قال لان النساء لديهن مشاكل اكثر واصعب من الرجال، على سبيل المثال انه لا يستطيع ان يجعل المرأة تدخل (المضيف) وهو المكان الذي يجتمع فيه افراد العشيرة والذي يكون حصرا للرجال فقط، وهذا ما يفعله عادة المرشحين من الرجال في حملاتهم الانتخابية،  الا انه قال وبسبب هذه الورشة سوف يقوم بعمل حملات انتخابية للنساء في المستقبل.   

الهام مكي حمادي 
فريق التدريب

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى