تقارير ودراسات

صـــــرخات صبايا من العراق

الورقة المقدمة في مؤتمر امنة للمجتمعات الانتقالية
صرخات صبايا من العراق
بحكم عملي كمديرة لمركز الأمل للإرشاد الأسري في بغداد، ضمن برنامج مناهضة العنف ضد المرأة لجمعية الأمل العراقية، ألتقي بالكثير من الحالات زهوروأطفال ونساء متعطشات للحديث عن الجحيم الذي يعشنه، يتطلعن إلى المساعدة والمشورة للتخفيف من عذاباتهن وإيجاد مخرج يمنحهن الأمان والكرامة والثقة. لقد تمكنا خلال العام 2013 من أستقبال ( 508 ) حالة ،وبلغ عدد الاستشارات الاجتماعية (344)،اما الاستشارات القانونية (164)،من نساء واطفال ورجال ،علما ان اغلب الحالات الوافدة من النساء….
أنقل اليكن عدة شهادات مأساوية لزهور من ضحايا العنف المتفشي في مجتمعنا.
*** ناشدة ابلغ من العمر (13)عاماً، أسكن احدى المناطق الريفية في العراق، زوجني أهلي من رجل يناهز الثمانين عاماً، مقابل إطفاء النزاع العشائري، وكانت حياتي معه ذلاً وهواناً، لم استطيع تحملها،فهربت الى منزل أحد الأقارب لإنقاذ نفسي وجسدي من نزوات وحماقات ذو الثمانين عاماً.. فاصبحت اليوم مطالبة بروحي ودمي بحكم الأعراف العشائرية.
*** وتحدثنا فوزية عن مأساتها:
عمري (12) عاماً، كنت طالبة مجتهدة لي أحلامي البهيجة، التي اغتالها شرير بمنتتهى الخسة. في صباح أحد الأيام كنت في طريقي للمدرسة حين اعترضني سعيد ابن الجيران، ليوهمني بأعطائي دمية جميلة، وأخذتني براءة طفولتي الى ذلك العالم المظلم، ضربني على رأسي ففقدت الوعي. وحين عاد لي وعيي وجدت نفسي دمية ملوثة بدمائي. وباتت حياتي مهددة بحكم الأعراف والتقاليد، والان اصبحت حبيسة المنزل، وفقدت حقي في التعليم.
*** و تشاركنا الطفلة سحر قصتها الموجعة للغاية:
سحر عمري (11)عاماً، أمي وأبي منفصلان عن بعضهما. كنت اعيش مع والدتي المتزوجة من رجل يتحرش بيّ كل يوم. يناديني ويخلع جميع ملابسه، ويطلب مني ممارسة شتى اساليب الجنس معه، وكنت أقوم بكل مايطلبه مني، كاحدى ألعابي. قام ببيعي بمبلغ قدره مليوني دينار عراقي إلى أحد أصدقائه. اغتصبت وأقسرت على ممارسة مهنة البغاء في منطقة سكني المشهورة بالدعارة… وذات يوم ألقيّ القبض عليّ من قبل الشرطة، وجرى ترحيلي من مدينة سكني إلى مدينة أخرى لأودع في ملجأ للأيتام. أبكي بحرقة أريد أمي، أين هي؟
***وتشاركنا ام نور قصة ابنتها نور البالغة 15 عاماً
لم يقف الاغتصاب في بلدي على سعيد ابن الجيران كما حدثتنا فوزية في بلدي العراق وانما تعدى ذلك الى اغتصاب الاب لابنته كما تحدثنا ام نور.
ام نور تعمل يوميا فهي تخرج صباحا لتقوم ببيع الالبسة (البالة) وفي ايام تقوم بأصطحاب بناتها الصغار للاستجداء وتترك ابنتها نور، وفي احد الايام عند رجوعها وجدت ابنتها طريحة الفراش وجسدها شبه مشلول وتهذي بكلمات تشير الى اغتصاب والدها لها, عندها اصطحبتها الى اقرب مستشفى وعند الكشف تبين انها مغتصبة من  الخلف عدة مرات وقامت الدكتورة باعطائها مراهم لعلاج المقعد لوجود التهابات فيه .بعدها ذهبت ام نور لتقول لعائلتها عن مافعل زوجها فنصحوها بالسكوت وانها حتى ولو قامت بسجنه او عرضه على اطباء نفسيين لعلاجه في المستشفى فسيخرج لقتلها .
نقلت لكم قصص اصوات حناجر ابت ان تسكت،كتبت باقلام ابت ان يسرق حبرها من بلدي العراق.
زينة جسام
الباحثة الانثروبولوجية
مديرة مركز الامل للارشاد الاسري/ بغداد
22/11/2013  

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى