مراكز جمعية الأمل العراقية للأرشاد الأسري تستقبل 2000 حالة وتفتتح مركز أخر في الناصرية
مراكز جمعية الأمل العراقية للأرشاد الأسري تستقبل 2000 حالة وتفتتح مركز أخر في الناصرية
أصبحت المرأة في العراق خلال السنوات الثمانية هدفا مباشراً للعنف، وانعكست بيئة العنف على الوضع الأسري المضطرب، وبرزت العديد من حالات قتل النساء والفتيات تحت غطاء جرائم الشرف، وانتحار الفتيات، وممارسات العنف الجسدي والنفسي التي تمارس ضد المرأة والأطفال.
أضافة الى أكراه الفتيات على الزواج المبكر، وإجراء عقود الزواج خارج المحكمة، والطلاق خارج المحكمة، وحالات الهجر لعدة سنوات، الأمر الذي يؤدي إلى ضياع الحقوق القانونية والاجتماعية للمرأة وحقوق أطفالها، نتيجة تهرب الرجل من مسؤولياته الأسرية.
كما ارتفعت بكثرة نسب الطلاق المبكر، والطلاق التعسفي، وتعدد الزوجات، والزواج المؤقت، وانتشار ظاهرة الدعارة والاتجار بالنساء والفتيات، وغير ذلك من إشكال العنف التي ترسخها الممارسات والأعراف العشائرية والتفسير الخاطئ للدين.وهذا ما أكدته التجربة المجتمعية التي خاضتها جمعية الأمل ضمن مراكز الأمل للإرشاد الأسري في بغداد والنجف وكركوك والبصرة.
أذ تقوم جمعية الأمل العراقية بإدارة خمسة مراكز منتشرة في بغداد والنجف والبصرة وكركوك والناصرية منذ عام 2010 وحتى الأن.
وساعد تأسيس مراكز الأمل للإرشاد الأسري على النهوض بواقع الأسرة والمرأة، بمعالجة قضايا تتعلق بالعنف الأسري والجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، من خلال تقديم الاستشارات المجانية الاجتماعية والنفسية والقانونية، والتدخل القانوني ان اقتضى الأمر. كما توسع التعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية المختصة، كالقضاة والعاملين في سلك القضاء وأجهزة تنفيذ القانون، ووحدات حماية الأسرة، والمختصين بالقانون وعلم الاجتماع وحقوق الإنسان والتربية والصحة وغيرهم.
وحققت التجربة الناجحة للمراكز تفعيل الصلح الأسري كوسيلة لحل الخلافات والنزاعات، مع السعي لتوعية النساء بحقوقهن القانونية، وتثقيف فئات اجتماعية متنوعة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، إضافة إلى تأهيل الشباب المقبلين على الزواج.
أذ بلغت الحالات الواردة على المراكز الأربعة عدا الناصرية كونه قيد الأفتتاح 2000 حالة منذ أفتتاح المراكز حتى الأن، ويتم معالجات الحالات عن طريق الأستماع وتقديم الأرشاد والتوجية الأجتماعي والنفسي أضافة الى تقديم الأستشارة القانونية وتنظيم ورش تدريبية وندوات واجتماعات لفئات مختلفة في المجتمع وتقديم خدمات الأيواء في الحالات الطارئة.
أضافة الى تنظيم ورش تدريب وندوات ومؤتمرات حول آليات الحماية من العنف للقضاة والعاملين في سلك القضاء وفي الشرطة والصحة، والمختصين في القانون والبحث.
يشار الى ان جمعية الأمل العراقية عضو في لجنة الخبراء المعنية بصياغة مشروع قانون الحماية من العنف الأسري والمطالبة بتعديل بعض قانون العقوبات العراقي المرقم 111 لسنة 1969 وتعديلاته كذلك تفعيل بعض المواد ضمن قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 وتعديلاته.
وتهدف المراكز الى كسر حاجز الصمت لدى النساء لفضح جرائم العنف المنزلي،مساعدة الأسر في مواجهة الأزمات من خلال الدعم القانوني والنفسي والأجتماعي كذلك الأصلاح الأسري لمنع تفكك الأسرة من خلال الوساطة والصلح بين الزوجين وتمكين النساء من الوصول للخدمات المؤسسية كالمحاكم ومراكز الشرطة و وحدات حماية الأسرة.
من جانب أخر توعية فئات الشباب المقبلين على الزواج، وتأهيلهم نفسياً وقانونياً وصحياً، نشر التوعية والتثقيف الاجتماعي والقانوني داخل المؤسسات التعليمية والاجتماعية وفي الأحياء السكنية، حول مظاهر العنف الأسري والمجتمعي، وطرق الحماية والوقاية منه بالأضافة الى كسب التأييد لسن قانون الحماية من العنف الأسري، وإيجاد الآليات الحكومية وغير الحكومية لحماية الناجيات من العنف.