اخبار ومقالات

ما أحلى وأجمل أن نعطي كما نأخذ – جمال الجواهري

ما أحلى وأجمل أن نعطي كما نأخذ – جمال الجواهري

ادواراً كثيرة ومهمة تستطيع من خلالها منظمات المجتمع المدني، أن تقوم بها للمساهمة في عملية البناء المؤسسي والديمقراطي في العراق، أضافة الى مراقبة آداء الحكومة والمؤسسات التشريعية ، وكذلك العمل المشترك مع الحكومة في مجال تقديم الخدمات وخاصة في المناطق البعيدة والنائية، ونعتقد أنه من المهم جداً ان تعمل المنظمات ايضا على بناء ثقافة عامة في العراق تعمل على نشر قيم ومباديء حقوق الإنسان وبضمنها طبعاً حقوق المرأة التي عانت وتعاني من التهميش في كل المجالات. وايضاً العمل على اشاعة الحريات العامة والمساهمة في صياغة قوانين تضمن هذه الحريات، و حماية التنوع الثقافي في العراق والذي كان مصدراً مهماً للغنى الثقافي والعلمي في العراق، فجزء من تقدم الدول هو الحفاظ على تنوعها الثقافي وربما زيادة هذا التنوع والاستفادة منه وجعله لصالح مجتمعات هذه الدول .

وددت اليوم أن أثير قضية التطوع، فمجتمعنا العراقي اعتاد على ان يأخذ كل شيء من الحكومة، فالحكومة هي المسؤولة عنه وهي توفر له الخدمات والطعام والعمل والقوانين التي يلتزم بها دون مساهمة مجتمعية فيها، وهي تعطيه الحرية وتنزعها منه وهكذا. فتشكل مجتمع يعتمد على غيره، يأخذ ولا يعطي، ألا في حالات معينة والطائفة والدين جزء فيما يعطي والى من يعطي .

أنا هنا فخور جداً بمجموعة من الشباب البصريين والبصريات الذين ادخلتهم جمعية الأمل العراقية في مشروع لتعليمهم الحرف، فتعلموا في مرحلة اولى اللحام والتأسيسات الكهربائية والشابات اللغة الانكليزية، في مركز التدريب المهني في البصرة، وحصلوا على تدريب أيضاً في المهارات الحياتية والقيادية تساعدهم على تطوير تعاملهم مع المجتمع.

وبعد أن تعلموا لفترة قدرها ستة اشهر، وأصبحت لديهم المعرفة بهذه الحرف، تطوعوا لعمل ابواب حديدة جديدة (16 باباً)، واصلحوا شبابيك وابواباً اخرى، وطاولات مدرسية للطلبة، واعادوا تأسيس الكهرباء وتصليح ما افسده الزمان والاستهلاك، وكان هذا لمدرستين، ودارين للدولة احدهم للايتام والثاني للمسنين في البصرة.

انها بادرة صغيرة الا أنها مهمة جداً لبناء ثقافة “أن نعطي لمجتمعنا كما نأخذ” وأن نساهم في الحفاظ على ممتلكات المجتمع، فهذه المؤسسات هي ملكنا جميعاً، وليست ملك الحكومة فقط، نحن هنا لنبني ثقافة جديدة، ثقافة المساهمة في البناء تطوعا، ومن يبني شيئاً سيكون حريصاً على الحفاظ عليه، ولا أنسى ان طلبة المدارس ساعدوا شبابنا في طلاء ابواب صفوفهم ونظفوا حواليهم وسوف لايسمحوا لأحد بالعبث فيها.

شكراً لكل فريق المشروع واخص هنا جورج نيقولا المشرف عليه، ومصطفى العبيدي منسق المشروع في البصرة، ونأمل أن يكون هذا درساً لنا في البصرة وربما ننقله الى محافظات اخرى، والشكر أكثر لكل الشباب الذين عملوا على هذا الجهد الرائع، واكرر مرة اخرى مساهمتهم في بناء هذه الثقافة تستحق الاحترام والتقدير.

جمال الجواهري

18 آذار 2015

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى